بحث
"نبضات" تعيد نبض الحياة لرحمة

كان ذلك قبل سنوات، حين لاحظ والدا الطفلة رحمة الطبلاوي، من محافظة كفر الشيخ بمصر، أنها طفلة دائمة البكاء منذ ولادتها، ما استدعاهما إلى أخذها إلى طبيب للأطفال، ليتبين أن الطفلة مريضة بتشوهات خلقية في القلب، وأنها تحتاج إلى عملية جراحية دقيقة نسبة نجاحها ضئيلة، وقد لا تتحملها الطفلة، فضلاً عن أن كلفة الجراحة تفوق قدرة والديها على تدبير ولو جزء بسيط منها.

طرق والدا رحمة كل الأبواب، لكن دون جدوى. وتعايشت الطفلة مع المرض والألم حتى بلغت السادسة من عمرها، إلى أن لاح بصيص أمل حين استطاع الأب أن يسجل حالة ابنته ضمن حملة "نبضات" التابعة لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية لعلاج قلوب الأطفال في مصر. كان ذلك في العام 2017، حيث تم تحديد موعد الجراحة على الفور ودون إبطاء. في البداية، تملّك الأب القلق، خشية أن يفقد ابنته تحت مبضع الجراحة، لكنه سرعان ما اطمأن حين لمس كفاءة فريق "نبضات" الطبي، الذي حرص على تأهيل الطفلة نفسياً قبل خضوعها للجراحة، وكأنها في رحلة استجمام.

استمرت العملية الجراحية ست ساعات، نُقلت بعدها رحمة إلى الرعاية المركزة لبعض الوقت، ومن ثم إلى حجرتها؛ ووالدها يكادان لا يصدقان عودتها إلى دنياهما، مغالبين دموعهما فرحاً بابنتهما التي لن تعاني أي ألم بعد اليوم. بعد أكثر من ثلاث سنوات على خضوعها للجراحة، ها هي رحمة، تضيء بابتسامتها بيت أسرتها، تتطلع إلى مستقبل جميل ينتظرها وحياةٍ مديدة تحقق فيها أحلامها، دون أن ينسى والداها المحبان فضل "نبضات" في إعادة النبض إلى حياة صغيرتهما وحياتهما.