بحث
من بائع خضار إلى بطل رياضي

ولد البطل البارالمبي جراح نصّار في مدينة الناصرية جنوب العراق، حيث يعيش في كنف عائلة بسيطة ذات موارد مالية محدودة. ورغم التحديات الجسدية التي يعاني منها، اضطر جراح للعمل بائعاً للخضار من أجل توفير لقمة العيش والنفقات الضرورية لأسرته ولعلاج ابنه المريض.

وعلى الرغم من المصاعب الجمّة التي كان يواجهها في رحلة عمله اليومي، التي كانت تستنزف ساعات طويلة وجهداً يفوق قدرته على التحمل، فإن جراح لم يستسلم لواقعه، بل عقد العزم على مواجهة جميع التحديات بصبر وإصرار وإرادة لا تلين أمام محاولات بعض الناس للتنمر عليه، رافضاً أيضاً نظرات الإشفاق التي كان من حوله يرمونه بها. واظب جراح على ممارسة تمريناته الرياضية في مساحة صغيرة في باحة منزل والده المتواضع حيث يعيش، ليصبح اليوم نجماً عالمياً في رمي الجلة وبطلاً في وطنه يفخر به الجميع.

حول مفاتيح النجاح والتفوق، يؤكد جراح بالقول: "في داخل كل شخص منا مصدر قوة هائلة، تنبع من ثقته بنفسه بالدرجة الأولى. أما الرياضة فهي طريق مثالية لتحقيق الذات، وهي ليست حكراً على فئة محدودة من الناس، بل إن كل فرد قادر على ممارستها والتفوق فيها، وأي شخص يمكن أن يصبح بطلاً ويتحول إلى قدوة للآخرين، شريطة أن يتحلّى بالعزيمة والإصرار، فهما مفتاح النجاح، وعليه أن يجتهد ويشتغل على طموحه إلى أن يتحقق هدفه، الذي حتماً سيوصله بعد ذلك إلى أهداف أكبر".

شارك جراح في عدد من أهم المسابقات العالمية، وحاز على العديد من الجوائز والميداليات وشهادات التكريم الرفيعة، من أبرزها الميدالية الذهبية في رياضة دفع الثقل للرجال في دورة الألعاب البارالمبية الصيفية ٢٠١٦ في ريو دي جانيرو بالبرازيل، والميدالية الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى في العام ٢٠١٧ في لندن، والميدالية الفضية في دورة الألعاب البارالمبية الصيفية ٢٠٢٠ في طوكيو في اليابان. أما أحدث وأهم الإنجازات التي حققها فكانت حصوله على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي.

ويصف جراح علاقته بدولة الإمارات بأنها "ترتبط دائماً بالفرحة والنجاح وتحقيق الإنجازات"، حيث اعتاد زيارة دبي للمشاركة بالبطولات التي تقام على أرض الإمارة. وعن تكريم جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي له يقول: "تشرفتُ بحصولي على جائزة تحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المبدع الأول، فهي أهم جائزة رياضية في العالم تُمنح للأبطال المبدعين الذين أتشرّف أن أكون واحداً منهم".