بحث
الذهبي.. شمعة الأمل التي لا تنطفئ

صناعة الأمل بدأت من داره في العاصمة العراقية بغداد. "المهم أن تبدأ... أن تضيء شمعة بدل أن تتحسر على الأوضاع الصعبة"؛ يقول صانع الأمل العراقي هشام الذهبي، أحد المتأهلين الخمسة لنهائي جائزة صناع الأمل عام 2017 على مستوى العالم العربي.

رائد الأعمال الإنسانية العراقي، الذي بدأ مشواره مع رعاية الأطفال منذ عام 1998 حين كَفل طفلين في كنفه، اختار منذ سنوات أن يأخذ زمام المبادرة، بدل الوقوف مكتوف الأيدي، وهو يرى الأطفال من اليتامى يهيمون على وجوههم أمام مقر إحدى المنظمات الإغاثية الدولية، ويتوسدون الأرصفة في ليل المدينة. ففتح لهم منذ عام 2004 بيته البغدادي الذي سرعان ما تحول إلى منارة للأمل.

حتى اليوم، تخرّج 480 شاباً من دار الأيتام التي بدأها الذهبي قبل سنوات، والتي تضم حالياً 70 يتيماً. ويمتلك هؤلاء الذين ساعدهم اليوم حياتهم الأسرية والمهنية المستقلة. ومنذ نيله لقب "صانع الأمل العربي"، كبرت أحلام هشام الذهبي، ومعها تغيرت حياة من يتكفل برعايتهم، فقد أحس هشام بعد فوزه بالجائزة، أنه أخيراً بات قادراً على المضي في تنفيذ مشروعه الذي لطالما حلم به على مدار سنواته الماضية، فتبرّع بقيمة الجائزة وقدرها مليون درهم إماراتي لبناء دار خاصة لرعاية الأيتام في بغداد.

وها هو حلم الذهبي اليوم يتحول إلى حقيقة، حيث بدأ العمل في أكتوبر 2020 على تشييد دار الأيتام في بغداد، والتي سيتسلمها قبل نهاية العام 2021، ليحولها إلى مؤسسة للطفل العراقي، تهتم بشؤون الأيتام وأطفال الشوارع وغيرهم. وستصبح دار الأيتام لدى اكتمالها مؤسسة متكاملة صديقة للبيئة تضم مركزاً استشارياً نفسياً، ومركزاً صحيا،ً وصالة رياضية، وملعباً لكرة القدم، وقاعات دراسية ومكتبة. كما ستتسع لرعاية 280 من الأطفال واليافعين المقيمين بشكل دائم في الدار، بالإضافة إلى توفير الدعم لأكثر من 1,000 طفل سنوياً من غير المقيمين فيها، كما ستقدم الدورات التدريبية المهنية في تخصصات مثل فنون الطهي، والخياطة والتطريز، والحلاقة، وغيرها.