تعيش مهري، ذات الـ 39 عاماً، مع عائلتها في جبال طاجيكستان الوعرة، وبسبب ظروف الحياة الصعبة كانت تعاني من تحدٍ يوميّ لتأمين احتياجات عائلتها من المياه.
منذ أن كانت في التاسعة عشرة من عمرها، وهبت مهري وقتها لأفراد أسرتها وسخرت حياتها لأجلهم، وما زاد وضعها تعقيداً هو غياب زوجها المستمر بسبب مهنته كعامل بناءٍ في مناطق بعيدة عنهم.
كانت مهري تغطي احتياجات أسرتها من الماء إما عبر شرائها أو جلبها من النهر، لكن الأمور أخذت منحىً آخر وجعلت من حياتها معاناةً تتكرر بشكل يومي، إثر ندرة تساقط الأمطار وموقع القرية البعيد.
رغم ما قاسته مهري من ظروف شاقة لم تتخلَّ عن عزيمتها في تحسين ظروف أسرتها وسكان قريتها، واستمرت محاولاتها لتأمين المياه النظيفة للقرية، ورغم مطالبتها المستمرة للجهات المعنية، إلا أن العوائق المادية وقفت في سبيل تأمين أي مساعدات تخفف من شدّة أزمة نقص المياه.
استمر شح المياه واستمرت الظروف القاسية في القرية، إلى أن تدخلت سقيا الإمارات وباشرت بتنفيذ عدة مشاريع لتوفير مياه صالحة للشرب في القرية، لتحدث تحولاً جذرياً في حياة سكانها ونقلة نوعية في ظروف معيشتهم، إذ أصبحت المياه النظيفة متوفرة بسهولة في منازلهم ووصلت معاناتهم إلى نهايتها.
لم يقتصر تدخل سقيا الإمارات على جلب المياه فحسب؛ لقد جلبت موجة من الفرح والأمل، مما أثر بشكل إيجابي على مهري وباقي سكان القرية.