تضطر بابيري موكوايا، البالغة من العمر 57 عاماً، مع العديد من سكان قريتها كابيجي في أوغندا إلى قضاء أربع ساعات يومياً لتأمين المياه لعائلاتهم. ورغم أن بابيري أم لسبعة أطفال، إلا أنها مجبرة على الانشغال عنهم بالسعي المرهق والمشي أكثر من ثلاثة كيلومترات للوصول إلى أقرب بئر، ثم الانتظار في دور طويل لساعات مع سكان القرية الذين يتقاسمون مياه البئر فيما بينهم، فيحصل كل واحد منهم على كمية قليلة لا تسد الحد الأدنى من احتياجاته.

وقد تكون بابيري قد اعتادت هذا العناء اليومي، إذ يفتقر 21 مليون شخص في أوغندا إلى المياه الصالحة للشرب، ويضطر 40% من الأوغنديين، خاصة النساء مثل بابيري، إلى السير ساعات طويلة كل يوم للوصول إلى مصدر المياه. لكن بابيري وأهل قريتها محظوظون؛ فللتخفيف من الآثار المؤلمة والمستمرة لندرة المياه عليها وعلى أهالي قريتها، نفذت سقيا الإمارات مشروعاً متكاملاً في القرية بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية، حفرت فيه بئراً ارتوازياً، وركَّبت شبكات توزيع للمياه، كما وفرت مرشحات لتنقية المياه في بيوت القرية ومرافقها الحيوية، يستفيد منها أكثر من خمسة آلاف شخص.

بعد تدفق المياه من بئر القرية، نالت الأمهات بعض الراحة وتفرغن للاهتمام بأولادهن، من بينهن بابيري التي أصبحت قادرة على قضاء المزيد من الوقت في رعاية أولادها وأحفادها، تملأ الغبطة قلبها وهي تراهم يكبرون أمام عينيها، يتمتعون بالصحة والعافية، وبمأمن من الأمراض التي تصيب الأطفال جرّاء شرب المياه الملوثة.