بحث
منصة "أو-سيفن ثيرابي" المصرية تقدم الدعم في ظل انتشار مشكلات الصحة النفسية في العالم

قام ثلاثة من المتخصصين في مصر من أصحاب الخبرة في مجال الصناعة، من خلال الاستعانة بالقدرات الهائلة للتكنولوجيا، بتطوير منصة على الإنترنت بهدف مساعدة الأفراد على تجاوز مشكلات الصحة النفسية التي قد يمرون بها. بقلم: مي رستم.

منذ بدء ظهور جائحة فيروس كورونا، تحولت جميع أشكال التواصل المباشر تقريباً إلى لقاءات افتراضية تتم عبر المنصات الإلكترونية. وأصبحت الأنشطة المختلفة مثل التعلم،وتسوق البقالة وحتى حضور الفعاليات في الوقت الحالي تفتقر إلى الألفة الشخصية، التي كانت عليها في الماضي. كما أصبحت جلسات العلاج النفسي تُقام افتراضياً، وتُجرى الجلسات عبر شاشات الحاسوب مثلها في ذلك مثل باقي الأمور الأخرى في عالمنا اليوم.

وقد أظهرت دراسة استقصائية صدرت مؤخراً عن مراكز مكافحة الأمراض أن البالغين في الولايات المتحدة قد عانوا في الأسبوع الأخير من شهر يونيو لعام 2020 من:"ارتفاع كبير في الحالات السلبية للصحة النفسية بسبب جائحة كوفيد-19." و باستخدام وسائل الفحص المعتمدة، أثبتت مراكز مكافحة الأمراض أن نسبة 40.9% من 5470 مشاركاً في  تلك الدراسة الاستقصائية ذكروا أنهم عانوا من حالات صحية نفسية أو سلوكية سلبية، تضمنت أعراض قلق واضطرابات بسبب الشعور بالاكتئاب، وأعراض مرتبطة بالصدمات، وتعاطي المخدرات أو زيادة جرعات التعاطي، علاوة على التفكير في الانتحار.

وفي الوقت الذي يبدو فيه القلق الاجتماعي مشكلة مؤقتة، يٌحذر الخبراء من أن مجموعة كبيرة من الناس ستعاني من اضطرابات الصحة النفسية، التي ستستمر لفترة طويلة بعد الجائحة.

الحافز وراء بدء المشروع والتطبيق

يقول الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة "أو-سيفن ثيرابي" أشرف بخيت:"كانت النقاشات حول "أو-سيفن ثيرابي" مستمرة على مدى عام تقريباً قبل أن يظهر الوباء.ولكن مع انتشار الوباء على نطاق واسع وبداية الإغلاق في مختلف أنحاء العالم، أصبح لدينا الدافع للبدء على نحو سريع في تأسيس مشروعنا التجاري، الذي ظهر مؤخراً إلى النور."

واستطاع أشرف بما لديه من خبرة كبيرة في هذا القطاع علاوة على عمله كصيدلي أن يضع يده على بعض الثغرات الموجودة في قطاع الرعاية الصحية في مصر. ويوضح أشرف تلك النقطة قائلاً:"يدفع الناس في مصر مبالغ ضخمة من المال مقابل جودة متدنية في قطاعي الرعاية الصحية والتعليم."

بعد أشهر من مناقشة فكرة دمج التكنولوجيا والرعاية الصحية لتقديم حل موحد وشامل، وصل أشرف بخيت ونادر إسكندر وأشرف عادل إلى المرحلة  النهائية وقاموا بتدشين شركة "أو-سيفن ثيرابي".

ويشير أشرف بخيت إلى تلك البداية قائلاً: "في ذلك الحين، أي قبل عامين من الآن، لم يكن لدينا أي منافسة تقريباً. لم يكن أحد في المنطقة يقدم أداة مُصممة خصيصاً للتحدث بشكل مباشر إلى أبناء المنطقة العربية ومعالجة مشكلاتهم بداية من الوصمات القديمة وصولاً إلى الخصوصيات الثقافية.كان هدفنا الرئيسي هو بناء منظومة متكاملة لتقديم خدمات الصحة النفسية، ومن هنا جاءت فكرة المنصة لتكون بمثابة حلقة وصل بين الأشخاص، الذين يحتاجون حقاً إلى المساعدة، والأطباء الذين يقدمون هذه الخدمات."

وساعد تطبيق منصة "أو-سيفن ثيرابي" لسياسات القبول الصارمة والمشهود لها دولياً في جذب نخبة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين، ويؤكد الرئيس التنفيذي للشركة على هذه النقطة بقوله: "يخضع الأطباء على منصة "أو-سيفن ثيرابي" لفحص شامل قبل الانضمام إلى فريق المعالجين. ويبلغ معدل قبولنا نسبة 20% من المتقدمين، وهو ما يبرهن على أن كل طبيب على منصتنا يحمل درجة الماجستير على الأقل، ولديه فهم واضح للأساليب والاختبارات النفسية وتقنيات العلاج المحدّدة، مما يساعد على تقديم الخدمات بطرق أكثر كفاءة ومهنية."

العمل المشترك لإتباع أعلى المعايير

يٌقدم جميع الأطباء على المنصة الثناء المتبادل والتوجيه الإيجابي والنقد البنّاء في مراجعات النظراء وجلسات إدارة الحالات علاوة على اجتماعات مراجعة الأدوية، وذلك لضمان زيادة مستوى سلامة المرضى وتحديث طرق العلاج والالتزام بالجودة الشاملة للرعاية الصحية.

وفي حين بدأت شركة "أو-سيفن ثيرابي"رحلتها في عالم المال و الأعمال بالاعتماد على التمويل الذاتي، فإنها تنهي حالياً جولة ما قبل تمويل المرحلة الأولية من الاستثمار.

ويعود أشرف للحديث قائلا: "إننا نبحث دوماً عن طرق لتحسين مستوى الخدمة، التي نقدّمها على منصتنا. وقد صممنا برمجيات مبتكرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي و متوافقة مع قانون إخضاع التأمين الصحي لقابلية النقل والمحاسبة والنظام الأوروبي لحماية البيانات، وهي تقدم حلولاً لضمان الخصوصية لتجارب العملاء، والتواصل مع المرضى والعمل معهم بكل سلاسة.ومن خلال النظرة المتعمقة للقائمين على "أو-سيفن ثيرابي" على رحلة المريض، فإننا نستطيع بدرجة عالية من الدقة اختيار الطبيب الخاص المناسب لكل مريض وفقاً لحالته مع توفير أمان شامل للبيانات وميّزات تشفير البيانات."

ويُمكن للمرضى، الذين يسعون لتلقي المساعدة عبر منصة "أو-سيفن ثيرابي"، الحصول على خدمات العلاج عن طريق الفن، والمشورة عبر الإنترنت، والوصفات الإلكترونية، وإدارة الأدوية، وغيرها الكثير والكثير من الخدمات الأخرى.

ويختتم أشرف بخيت موضحاً: "لقد استطاعت منصة "أو-سيفن ثيرابي" التغلب على مشكلات البٌعد الجغرافي، وكذلك على الوصمات الثقافية المرتبطة بالحاجة للعلاج النفسي. واستطاعت كذلك المنصة توفير مساحة آمنة للأفراد لمناقشة مشكلاتهم بكل صراحة والبحث بفعالية عن حلول لها. إننا نعمل باستمرار على تحسين وتطوير منصتنا، مع إجراء تحديثات مرة كل أسبوعين من أجل أن نحظى برضا العملاء، وأن تكون منصتنا بالنسبة لهم واجهة سهلة الاستخدام."