تسببت طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي دائمة التطور في تغيير الطريقة التي يدير بها الأشخاص أنشطتهم التجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. في الواقع، لقد أصبح من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن يحافظ المرء على التواجد في المقدمة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي سريع التغيير من أجل البقاء في المنافسة.
إذا ما هي الحلول المتوفرة لتحقيق ذلك؟ حسناً، يعتبر الفيديو بالتأكيد من المحتويات التي تستدعي الانتباه. و أصبح الفيديو-سواء أكان عبارة عن محتوى فيديو تم عمله داخلياً، أو تم انتاجه بالتعاون مع منشئي المحتوى والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي- أداة هامة في يد الشركات لجذب عملاء جدد. والأهم من ذلك هو أن تدرك الشركات نوع العائد الذي تتوقعه من هذه القنوات، وكيفية تتبع هذا العائد بشكل صحيح. فلا داعي للمبالغة في إنفاق الشركات على الحملات الدعائية، ما لم تثبت تطبيقات ذكاء الأعمال تحقيق عائدات ضخمة من وراء ذلك.
ويقول طارق نصر،الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لشركة مينتركيس: "سألنا أحد الرعاة ذات مرة قائلا :"بعيدا عن المشاهدات، ما الذي سأحصل عليه مقابل هذه الدعاية؟"ومن ثم،بحثنا عبر شبكة الإنترنت عن أداة تقوم بتحليلات لمقاطع الفيديو الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكننا لم نتمكن من العثور عليها، ولذلك قررنا تطويرها بأنفسنا."
قامت شركة مينتريكس-وهي ثاني الوكالات الإعلانية الإبداعية التي أرساها طارق نصر بعد قيامه في عام 2008 بتأسيس وكالة ذا بلانيت- بتطوير مجموعة من الأدوات والخوارزميات لتحليل مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. شعر نصر وهو أحد رواد الأعمال بقدر من الاحباط نظرا لعدم قدرته على ترجمة تحليلات الفيديو القياسية إلى بيانات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
ويري خبراء هذه الصناعة،من أمثال خالد الأحمد مستشار ومدرب في مجال الإعلام الاجتماعي،والذي عمل في عدد من شركات الاتصالات الكبرى في الأردن،أن قياس مدى تأثير حملة فيديو دعائية في وسائل التواصل الاجتماعي هي مهمة أكثر تعقيداً مما قد يبدو للمرء في الوهلة الأولى.
ويضيف الأحمد موضحا:"الأمر يعتمد على الهدف الذي حددتهٌ لحملة الفيديو الخاصة بك. هل تحاول نشر رسالة لأكبر عدد ممكن من الناس [قياس مدى الانتشار]، أم تهدف إلى إقناع الناس بفكرة [قياس مدي رد الفعل والتجاوب] أم تقدم خدمة جديدة، أو تدفع الناس لشراء منتج جديد[قياس نسبة العملاء المحتملين ومدى الإقبال]و من ثم، نجد أن لكل هدف معيار يقيس مدى تحققه."
لقد تم تصميم بيانات مينتريكس لمساعدة الشركات على قياس أداء مقاطع الفيديو التابعة لها على الإنترنت من حيث الإبداع والتوزيع، وفهم كيفية تفاعل المستخدمين، بالإضافة إلى التعرّف على كيفية أداء المنافسين، وقياس أداء الصناعة ككل في مجالاتهم، وتعلم كيفية الحصول على أقصى استفادة من استغلال بث مقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق،يوضح طارق نصر:"نعطي هذه الشركات نبذة سريعة عما يقوم به منافسوهم، حتى يتمكنوا من مقارنة إستراتيجية الفيديو الخاصة بهم. وبعد ذلك، نقدم لهم توصيات بشأن كيفية تحسين المحتوى الخاص بهم."
هناك نقاش مستمر حول معايير وصف حملة فيديو على وسائط التواصل الاجتماعي بالناجحة، وحول إذا ما كانت الأعداد الضخمة للمشاهدين وتفاعل الجمهور ستترجم بالضرورة إلى تأثير تسويقي إيجابي.
وفي محاولة لمعالجة هذا الأمر، تستخدم شركة مينتريكس محرك ذكاء اصطناعي، الذي يُفترض أن يكون قادراً على تقديم توصيات للشركات لإضفاء طابع شخصي لمقاطع الفيديو الخاصة بها بحيث تلبي احتياجات جمهورها في السوق، ومعرفة كيفية تفاعل الجمهور مع أنواع ومُددٍ مختلفة من المحتوى.
وتُظهر قائمة مينتريكس المتنامية للعملاء المهتمين بهذا الجانب التسويقي، والتي تضم شبكة تي.إل.سي. وقناة ديسكفري وتحقق لمينتريكس عوائد سنوية مقدرة بحوالي 125 ألف دولار أمريكي، أن المزيد من الشركات لا تستثمر فقط في حملات الفيديو الدعائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي،بل إن الكثير منهم أصبحوا يدركون أن أهمية وجود مقاطع الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي تتعدى مسألة مجرد حساب عدد المشاهدات.
ويأمل نصر وفريقه أن يتمكنوا في المستقبل القريب من استكشاف سوق أمريكا الشمالية في هذا المجال.