بحث
التعليم عن بُعد.. في زمن الكورونا

عبر واتساب، تحدثت باميلا كسرواني مع المهندس السوري وليد شايب الذي أطلق منصة التعليم عن بعد، "في تيتشير،" ليعطينا المزيد من التفاصيل عن هذه المبادرة التي تغيّر حياة الطلاب والأساتذة في زمن جائحة كورونا التي أجبرتهم على المكوث في المنزل.

منذ أن تحوّل فيروس كورونا إلى جائحة لم تستثنِ أي دولة وقلبت حياتنا رأساً على عقب، توقّفت كل عاداتنا أو تبدّلت ووجدنا أنفسنا مضطرين إلى التأقلم مع هذا الوضع الجديد الذي لا يبدو أنه سيتحسّن قريباً مع تزايد عدد الوفيات والإصابات يومياً.

هذا الوضع أجبر غالبيتنا على البقاء في المنزل وجعل الإنترنت في قلب حياتنا اليومية (أكثر مما كان عليه أصلاً!): للعمل، أو التسكّع مع الأصدقاء، أو الاطمئنان على الأهل، أو ممارسة الرياضة وإنما أيضاً تحوّل وسيلة مهمة في حياة طلاب المدارس والجامعات للسعي جاهداً لعدم خسارتهم عامهم الدراسي.

التعليم عن بعد لم يكن يوماً شائعاً في المنطقة العربية إلا أنه فرض نفسه وسيلة وحيدة للأساتذة والطلاب ما انعكس في إطلاق بعض المنصات الافتراضية المساعدة. ومن هذا المنظور، أطلق مهندس البرمجيات السوري المقيم حالياً في اسطنبول، وليد شايب، منصة vTeacher  للتعليم عن بعد المتوفرة بشكل مجاني في كل الدول العربية.

منصة مؤقتة، كما يقول شايب، أطلقها، في الحادي عشر من مارس، باستخدام برمجية "مووديل" مفتوحة المصدر لتكون حلاً سريعاً للمدارس والمعلمين بغية تسهيل عملية إكمال الفصل الدراسي الحالي رغم الظروف المحيطة.  ويشير شياب أن هكذا منصات تستخدمها جامعات العالم لتنظيم عملية التعليم عن بعد.

ويكشف لنا أن "عدد الأساتذة الموجودين في المنصة حالياً بلغ 160 وهم مستقلين يبادرون بشكل فردي فيما عدد المدارس اقتصر على مدرسَتين فقط". ويشدّد على أن المنصة "ليست مُخصصة لسوريا فقط لا بل أي لأي معلم أو معلمة في المنطقة العربية يريدون استخدامها" مضيفاً أن المنصة تملك إضافة إلى العربية واجهة باللغة الإنكليزية والفرنسية (بطلب من أساتذة من الجزائر كما أخبرنا شايب).

ويرى شايب أنه، حتى الآن، ما زال تفاعل الأساتذة متواضعاً ويُعزى السبب "كون المنصة جديدة وبحاجة للقليل من الوقت لتعلم كيفية استخدامها" إضافة إلى أن أغلب الأساتذة لديهم خبرة متواضعة في التعامل مع المنصات الرقمية. ويتابع "بهدف حلّ هذه المشكلة، قمت بتشكيل فريق من المتطوعين وصل عدد المتقدمين إليه أكثر من 500 متطوع! سيقوم هؤلاء المتطوعين بتقديم الدعم الفني للأساتذة ومساعدتهم على استخدام المنصة وإضافة الطلاب إليها".

ميزة منصة "في تيتشير" الأساسية تبقى أنها تُستخدم عبر تطبيق على الهواتف المحمولة مُخصص بها وأنها، على حد قول شايب، "خالية من التشتيت خلافاً لفايسبوك وواتساب".

عملياً، كيف يمكن لأي أستاذ استخدام المنصة؟  كل ما يحتاج إليها هو عنوان بريدي وكلمة سر، فيُنشئ الأستاذ/ة حساباً يخوّله إضافة طلابه/ها وبدء عملية التعليم. وهنا، توفّر المنصة عدداً من الميزات. فيستطيع الأستاذ/ة إضافة الدروس على شكل تدوينات أو فيديو أو حتى إنشاء الاستطلاعات. كما بإمكانهم، إنشاء اختبارات ومتابعة الفروض المنزلية ووضع علامة عليها إضافة إلى إنشاء منتدى للطلاب بغية مناقشة مواضيع محددة. كما تُساهم المنصة في تعزيز النقاش بين الطلاب والمدارس.

قد يكون التفاعل مع منصة "في تيتشير" في بداياته إلا أنه سيتزايد من دون أدنى شك مع إقفال معظم المدارس في البلدان العربية ولجوء الأخيرة إلى التعليم عن بعد. وهنا يقول شايب "في حال استمر الوضع على حاله، سأقوم بتخصيص المزيد من الوقت لتقديم الدعم الفني للأساتذة كما سأقوم بتطوير المزيد من الإضافات للمنصة، كميزة البث المباشر وغيرها".

ولا شك أن الأساتذة والطلاب سيرحّبون بأي منصة أو أداة افتراضية أكاديمية تحسّن وتسهّل عملية التعليم عن بعد وتجعلها أكثر احترافية من المجموعات على منصات أخرى مثل "واتساب" و"سكايب". والأكيد أن مهندسين ورواد أعمال أمثال وليد شايب سيُضافرون الجهود في هذه الأوقات الصعبة في خدمة التعليم عن بعد.