بحث
10 تقنيات مهمة تقود ثورة التغيير في سوق دول مجلس التعاون الخليجي

من الذكاء الاصطناعي إلى المركبات ذاتية القيادة، أدت العلوم والتقنيات التحويلية إلى إحداث تغيير كبير في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الأخيرة.

في ظل استعداد حكومات دول المنطقة الآن لتقليل الاعتماد على النفط من خلال تغيير السياسات واللوائح، أصبحت الثورة الصناعية الرابعة وإنترنت الأشياء منتشرة الآن في جميع القطاعات بالمنطقة. وفيما يلي تُسلِّط مجلة ميدل إيست إيكونوميك دايجست (ميد) –وهي مجموعة استقصاء أعمال رائدة في المنطقة- الضوء على 10 تقنيات تقود ثورة التغيير في دول مجلس التعاون الخليجي وبقية أنحاء الشرق الأوسط على مدار السنوات العشر القادمة.

البطاريات عالية السعة وتمكين تنويع الطاقة

يؤدي الاستثمار العالمي في البطاريات ذات سعة التخزين العالية إلى إحداث تغيير في سوق الطاقة المتجددة. ويتيح الانخفاض الكبير في أسعار عنصريَّ الليثيوم والفاناديوم –المكونان الأساسيان للبطارية، بالإضافة إلى تحسُّن كفاءة البطاريات، الاعتماد على مرافق تخزين الطاقة على نطاق واسع.

ويعكس افتتاح أبو ظبي أول مركز تحكم مركزي لتخزين الطاقة في المنطقة والأكبر من نوعه في العالم مؤخراً التزام المنطقة بتنويع مصادرها للطاقة.

الدفع الرقمي – التقنية المالية

في ظل صعوبة الوصول إلى المؤسسات المصرفية، هناك ما يُقدَّر بـ 86% من البالغين في المنطقة لا يملكون حساباً مصرفياً. هذا، إلى جانب زيادة إمكانات الهواتف المحمولة، يجعل سوق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمثابة أرض خصبة للاستثمار في مجال التقنية المالية.

وقدّرت شركة MENA Research Partners للأبحاث قيمة سوق التقنية المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بملياري دولار أمريكي عام 2018 ومن المتوقع أن تصل إلى ملياري ونصف دولار بحلول عام 2022.

عالم ذكي

يمكن إدارة الأنظمة المعقدة مثل حقول النفط وشبكات الكهرباء ومواقع البناء والمدن بأكملها بكفاءة أعلى إذا أمكن جمع البيانات المتفرقة على منصة واحدة.

ويمكن أن توفر تقنية الاستشعار عن بُعد الجديدة بيانات مهمة في الوقت الفعلي؛ مما يسمح للمديرين باتخاذ قرارات سريعة ورشيدة، ويجري تطوير برمجيات ذكية بشكل متزايد لأتمتة العمليات المعقدة. وأصبح إنترنت الأشياء –وهو مصطلح يشمل تقنيات مثل أجهزة الاستشعار عن بُعد والتعلم الآلي والتحليلات في الوقت الفعلي- عنصراً أساسياً في تطوير هذه النظم الإيكولوجية الرقمية الذكية.

المركبات ذاتية القيادة

كانت دول مجلس التعاون الخليجي رائدة عالمياً في الاعتماد على القيادة الذاتية، وتأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في المقدمة. إذ أطلقت مؤسسة دبي للمستقبل، بالشراكة مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، استراتيجية دبي للتنقل الذاتي، التي تهدف إلى جعل 25% من وسائل النقل في دبي ذاتية القيادة بحلول 2030؛ مما يؤدي إلى توفير 6 مليارات دولار سنوياً.

شبكات الجيل الخامس

في مايو 2019، أطلقت شركة اتصالات الإماراتية أول هاتف ذكي يدعم شبكات الجيل الخامس في المنطقة. تنقل شبكات الجيل الخامس الجديدة البيانات 20 مرة أسرع من شبكات الجيل الرابع، وتتميز بسعة أكبر وتُعَّد أكثر أماناً. كانت هناك حاجة إلى هذا التطور الحيوي لدعم النظام البيئي الناشئ للتقنيات الرقمية بما في ذلك إنترنت الأشياء والمدن الذكية والحوسبة السحابية والمركبات ذاتية القيادة.

ووفقاً لشركة البيانات البريطانية Globaldata، من المتوقع أن يصل عدد الاشتراكات في شبكات الهواتف المحمولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 15.8 مليون مشترك بحلول عام 2023.

وقود الهيدروجين

يؤدي التحول من مصادر الوقود التقليدية لتوفير النفط الخام للمنتجات الأعلى قيمة والتصدير إلى زيادة الطلب على مصادر الطاقة البديلة.

ومن أكثر أنواع الوقود البديلة الواعدة هو الهيدروجين، الذي يمكن إنتاجه باستخدام تقنية توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية. وسيجري عرض هذه التقنية في معرض إكسبو 2020 من خلال استخدام المركبات التي تعمل بوقود الهيدروجين الذي جرى توليده في منشأة التحليل الكهربائي باستخدام الطاقة الشمسية بمجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية.

استخدام الذكاء الاصطناعي للاستفادة من تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز

تُستَخدم تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي –التي اكتسبت شعبيتها في البداية من خلال ألعاب الفيديو- بشكل متزايد في مجالات التدريب والتسويق وحل المشكلات. ويمكن استخدام أنظمة الواقع الافتراضي في تطبيقات هائلة عند دمجها مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.

على سبيل المثال، قد يكون من الممكن تطوير مجهر يمكنه اكتشاف الخلايا السرطانية، أو لوحة عدادات سيارة يمكنها رصد المخاطر وتنبيه السائق باستخدام إشارات تظهر على لوحة العدادات.

الاعتماد على وسائل النقل الكهربائية

تُعَّد المركبات الكهربائية من أهم التقنيات التحويلية من بين جميع التقنيات الناشئة، إذ تحدث تغييراً كبيراً يضاهي التحول من استخدام العربات التي تجرها الخيول ومحركات الاحتراق الداخلي في أوائل القرن العشرين.

وقد تكون فوائد المركبات الكهربائية هائلة من حيث تقليل انبعاثات الكربون والحفاظ على الطاقة.

الطباعة ثلاثية الأبعاد

بحلول عام 2025، من المتوقع أن تحقق سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد العالمية نفقات أكثر من 20 مليار دولار، وتدرك منطقة الشرق الأوسط إمكانات تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وتشمل القطاعات التي يمكنها تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنية: الرعاية الصحية –للمفاصل والأسنان والمعدات الطبية ومعدات التدريب- والفضاء وصناعة السلع الاستهلاكية والبناء.

الأمن الغذائي – الزراعة العمودية والزراعة المائية

تضع زيادة السكان والظروف المناخية القاسية والاضطرابات السياسية والاقتصادية قضية الأمن الغذائي في الشرق الأوسط على رأس الأجندة السياسية للمنطقة. وفي ظل استيراد دول المنطقة لأكثر من 50% من غذائها، تسعى الحكومات لزيادة الإنتاج المحلي من خلال أساليب الزراعة الخالية من التربة التي تكون أعلى كفاءة في استخدام المياه بنسبة 70% وتستخدم كميات أقل من المواد الكيميائية.

ويمكن الاعتماد على أساليب الزراعة العمودية الجديدة التي تتطلب مساحة أقل في المناطق الحضرية لتقريب أماكن الإنتاج من المستهلكين.