بحث
محمد جلود.. ابن الجزائر الذي أصبح حديث العرب

من قسنطينة، مدينة الكتاب والعلماء في الجزائر، إلى دبي، منارة الأمل والإبداع في دولة الإمارات، برز نجم الطفل محمد فرح جلود الذي فاز في تحدي القراءة العربي في العام 2016، ليكون أول بطل للقراءة في تاريخ المبادرة الثقافية الأولى والأضخم من نوعها عربياً والساعية إلى غرس شغف المطالعة لدى أبناء أمة الضاد. يومها، أصبح محمد ابن السبع سنوات، حديث العرب؛ إذ لم يكن أصغر المشاركين في المسابقة فحسب، بل أسر المشاهدين بتمكُّنه وثقته بنفسه وملكته اللغوية التي كشفت عن مخزون قرائي ومعرفي لافت، عبر أكثر من خمسين كتاباً قرأها ولخّصها خلال عام دراسي، مظهراً خلال التصفيات التي خضع لها قدرة استثنائية على مناقشة وتحليل العديد من الكتب والأفكار أمام لجان التحكيم المختصة.

اليوم، محمد طالب في المرحلة المتوسطة، يعيش حياته اليومية مع أصدقائه وأسرته، مواصلاً دراسته، ساعياً باستمرار إلى تطوير نفسه ومهاراته، واجداً في الجائزة التي فاز بها، مصدر إلهام وتحفيز متواصل.

وقد مكّنته الجائزة من تحقيق العديد من الإنجازات، حيث أهدى زملاء مدرسته مكتبة صغيرة لتشجيعهم على المطالعة، كما قام بتقديم برنامجٍ تلفزيوني بعنوان "كنز القراءة" في قناة براعم للأطفال، وشارك في حملة للسلامة المرورية في إحدى ولايات الجزائر.

ولا يزال محمد بعد خمس سنوات من تتويجه بطلاً لتحدي القراءة العربي في دورته الأولى، مفخرة مجتمعه ومدينته، كما أصبح جزءاً من الذاكرة الوطنية في الجزائر، حيث أُدرج كنموذج ناجح في المنهاج التربوي في كتابي التاريخ واللغة الإنجليزية لمرحلتي الابتدائية والمتوسط، وأصبح مثالاً يحتذى في الإنجاز الفردي والتميز والإبداع.

لدى محمد طموحات كبيرة يسعى إلى تحقيقها، لكنه يعرف أنه في بداية مشواره، والطريق أمامه يحتاج إلى مواصلة الدارسة وتطوير قدراته وشحذ مهاراته وبناء وعيه وفكره. والأهم بالنسبة له أن القراءة المعرفية لم تتوقف بفوزه بتحدي القراءة العربي، فكل يوم هو فرصة له لاكتشاف عوالم وأفكار جديدة بين صفحات الكتب.