بحث
طالب فلسطيني يستغل معاناته لمساعدة أكثر من 2400 من الطلبة الفقراء في جامعات فلسطين

يقولون الحاجة أم الاختراع، والحاجة إلى التعليم هي قطعاً التي دفعت الشاب الفلسطيني جهاد شجاعية إلى ابتكار طريقة لمساعدة زملائه من الطلبة المحتاجين لمواصلة تعليمهم الجامعي إيماناً منه بأن قطف المعرفة رغم أنف التحديات والظروف الصعبة، هو وجه من وجوه صناعة الأمل الجميل.

يقولون الحاجة أم الاختراع، والحاجة إلى التعليم هي قطعاً التي دفعت الشاب الفلسطيني جهاد شجاعية إلى ابتكار طريقة لمساعدة زملائه من الطلبة المحتاجين لمواصلة تعليمهم الجامعي إيماناً منه بأن قطف المعرفة رغم أنف التحديات والظروف الصعبة، هو وجه من وجوه صناعة الأمل الجميل.

انطلقت الفكرة في العام 2007 من معاناة شخصية عاشها جهاد، حين كان طالباً في إحدى الجامعات الفلسطينية، يجاهد لسداد أقساطه الدراسية، في ظل أوضاع سياسية واقتصادية صعبة في البلاد. حين أتم جهاد تعليمه الجامعي بنجاح، أدرك أنه يستطيع أن يسهم في التخفيف من معاناة بعض الطلبة المحتاجين، المتفوقون منهم خاصة، فجاء مشروع "من طالب لطالب"، لمساعدة الطلبة الفقراء في الجامعات الفلسطينية لمواصلة تعليمهم وتوفير الدعم المادي لهم عبر تغطية كلفة دراستهم الجامعية. وفي المقابل، يتعين على كل طالب جامعي يتلقى الدعم أن يقوم بتدريس أربعة طلاب مدرسة على الأقل، ممن يعانون من وضع مادي سيء أو لديهم ضعف في التحصيل العلمي، بحيث يخصص الطالب الجامعي المستفيد من المنحة بضع ساعات متفق عليها في الأسبوع لتدريس هؤلاء الطلبة.

ومع نجاح الفكرة، تطور المشروع إلى "الفلسطينية لإسناد الطلبة" كمبادرة توفر الدعم حالياً لمئات الطلبة في مختلف أنحاء الجامعات الفلسطينية، وذلك من خلال صندوق "إسناد" للمنح الدراسية الجامعية.

يقول جهاد، المؤسس والمدير التنفيذي للفلسطينية لإسناد الطلبة، إن الهدف من المبادرة ليس فقط مساعدة الشباب الفلسطينيين على مواصلة تعليمهم الجامعي وتحسين فرصهم في العمل والحياة فحسب، وإنما تثقيفهم بقيمة العطاء وتشجيعهم على الانخراط في العمل التطوعي لخدمة مجتمعهم.

وحول آليات التمويل، يؤكد جهاد أن المشروع في البداية بدأ على نطاق محدود، معتمداً على تبرعات فردية في الغالب، قبل أن يتوسع مع الوقت وتتسع دائرة الاستفادة منه، مع ازدياد عدد المانحين والمتبرعين من أفراد وشركات في القطاع الخاص.

وحتى اليوم، استفاد من المبادرة أكثر من 2400 شاب وشابة، حيث يقر جهاد أن مبادرة "الفلسطينية لإسناد الطلبة" تتبنى ما يصفه بـ"التمييز الإيجابي" لصالح الفتيات الجامعيات اللاتي ينتزعن حصة الأسد من منح صندوق "إسناد"، واللاتي يثبتن أيضاً أنهن الأكثر التزاماً بالعمل التطوعي من خلال تدريس عدد أكبر من طلبة المدارس وتحقيق نتائج أفضل معهم.

بحسب جهاد، فإن "الفلسطينية لإسناد الطلبة" نجحت في بناء شخصية الطالب نفسياً وفكرياً وإنسانياً، إذ بات المستفيدون من المبادرة أكثر تحملاً للمسؤولية وأكثر ثقةً بالنفس وأكثر وعياً بأهمية مساعدة الآخرين، وتعميم قيم الخير.

وبعدما بدأت "من طالب لطالب"، ها هي الفكرة تكبر وتنمو لتصبح من مئات الطلبة إلى المئات والمئات من الطلبة؛ كما انبثقت عنها عشرات المبادرات والمشاريع الشبابية الأخرى، والهدف في النهاية واحد: بناء ثقافة الأمل في مجتمع يقبض على جمر العلم والتعليم بأي ثمن، فالتعليم هو أول خطوة نحو الحرية.