بحث
لاعبة كرة القدم المصرية الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز

اشتهرت مصر دومًا بحضارة 7000 سنة، وكذلك واحد من عجائب الدنيا السبع، الهرم الأكبر بالجيزة، والآن، تنال مصر إعجابًا كبيرًا لمساهمتها المتميزة في مسابقة كرة القدم الرئيسية بالمملكة المتحدة، الدوري الإنجليزية الممتاز (أو ما يُطلق عليه EPL). حقق لاعبو كرة القدم المصريين الكثير من الإنجازات التي لاقت اهتمامًا كبيرًا من المشجعين من جميع أنحاء العالم، مثل محمد صلاح لاعب ليفربول، ومحمد النني لاعب أرسنال، ورمضان صبحي، هدَّاف ستوك سيتي. والآن، فرعون جديد يحقق الإنجازات، سارة عصام، لاعبة كرة القدم التي تبلغ 18 عامًا من القاهرة، وهي لاعبة كرة القدم المصرية الأولى التي تنضم إلى فريق كرة القدم للسيدات، مما يجعلها اللاعبة المصرية الأولى التي تلعب في منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم النسائية.

تتذكر عصام، "منذ اليوم الأول الذي مارست فيه كرة القدم، كنت أحلم وأتطلع للوصول إلى أعلى مستويات كرة القدم باللعب في أندية أوروبا." كانت انطلاقة سارة الأولى في احتراف كرة القدم عندما وقعت تلك الفتاة الصغيرة التي تبلغ من العمر 15 عامًا عقدها مع نادي وادي دجلة في مركز المهاجم. وجود سارة في النادي الرياضي نفسه الذي يضم بعض من أبطال الإسكواش في مصر حفَّزها للانضمام إلى المنتخب الوطني تحت سن 17 عامًا.

تقول سارة، "أتذكر مباراتي الأولى ضد فريق طوخ، حيث سجلت ثلاثة أهداف. عندما أنهيت معسكر المنتخب الوطني لتصفيات كأس العالم تحت سن 17، انتقلت إلى المنتخب الأول للمشاركة في تصفيات أمم أفريقيا لكرة القدم للسيدات".

عملت الفتاة الشابة بجد، الأمر الذي دفعها سريعًا إلى المشاركة في المنتخب الوطني الأول. منذ ذلك الحين، شاركت عصام في أكثر من 20 من المباريات الدولية.

ولكن سرعان ما رغبت لاعبة كرة القدم في المزيد، فتقول: "مستوى كرة القدم في مصر ليس بأفضل حالاته، وأدركت أنه لتحقيق حلمي، ينبغي علي اللعب في المستوى الأعلى، خارج مصر".

التحديات

بينما كانت تشعر المهاجمة بموهبة كبيرة من الصغر، وسعت دومًا لتكون الأفضل في الفريق، كانت لدى والديها بعض المخاوف.

"لم يكن يهتم والداي حقًا بكوني ألعب كرة القدم، لأنهما لم يشعران أنه يمكنني تحقيق أهدافي في مصر. كانا قلقين إزاء البيئة المحيطة بي، وكانا يخافان أن تؤثر كرة القدم في دراستي".

في الصيف الماضي، في عام 2017، سافرت سارة إلى المملكة المتحدة لدراسة الهندسة، ولكن لم تنسْ قط كرة القدم.

تقول سارة، "لم يكن من السهل بالنسبة إليّ ترك وطني، وعائلتي، وأصدقائي، ولكني كنت مستعدة ذهنيًا لتلك التضحية، وأدرك جيدًا المسؤولية الواقعة عليّ. كنت مضطرة لتعلم كيفية السعي لتحقيق أهدافي. لم أكن أريد التضحية بكل ذلك، وقدر الجهد الذي بذلته، فلم أكن أرغب أن يضيع ذلك سدى".

تواصلت عصام مع العديد من الأندية في المملكة المتحدة، وخاضت الكثير من التدريبات، وتلقت العروض من نادي مقاطعة ديربي، ونادي صندرلاند جونيورز، قبل الاستقرار في نادي ستوك سيتي. شعرت عصام بأن نادي ستوك هو الخيار الأفضل لبدء مسارها الكروي خارج مصر.

"كنت بالمنزل عندما أخبرني مديري بذلك. آمنت دومًا أنه يمكنني تحقيق حلمي، وأنه عليّ ألا أتوقف عند ذلك الحد. في ستوك سيتي، كانت البداية".

تتابع سارة حديثها: "أستقل القطار من منزلي في بيرمنغهام إلى الجامعة، وبعدها من الجامعة إلى نادي ستوك سيتي في ستافوردشاير، والطريق نفسه عند العودة. نادرًا ما أرى أصدقائي لأنني أرغب في التركيز على تدريباتي".

تركت سارة بصمتها بالفعل في النادي. في مطلع فبراير 2018، فازت سارة بجائزة بوتر لأفضل هدف في شهر يناير عن هدفها في المباراة أمام نادي بيلسال فيلا.

"أعتز كثيرًا بهذا الهدف، ولكني أحاول ألا أفكر كثيرًا بالأمر. كل ما عليّ فعله الآن هو العمل بجد لتحقيق حلمي، وتطوير مهاراتي، ومواصلة النجاح في كل خطوة في طريقي".