بحث
انطلاق اللعبة: أول امرأة سعودية تلعب الإسكواش في البطولة الدولية تهدف إلى أن تكون مصدر إلهام للاعبات السعوديات

تعتقد لاعبة الإسكواش، التي اعتمدت على نفسها في التعلم ودخلت التاريخ في عام 2018، بأن السعوديات يحاولن دخول الجمعيات الكبرى.

بقلم: ميغا ميرآني.

بدأت ندى أبو النجا تعليم نفسها اللعبة عن طريق مشاهدة فيديوهات على قناة يوتيوب. واليوم، تُعد أول امرأة سعودية تشارك في منافسات الجولة العالمية للاتحاد الدولي لمحترفي الإسكواش.

وفي عام 2018، وصلت أفضل لاعبات الإسكواش في العالم إلى الرياض من أجل المشاركة في منافسات بطولة اللاعبات المحترفات في الإسكواش التي نظمها الاتحاد السعودي للإسكواش واعتبرها المنظمون أول حدث رياضي للنساء المحترفات من نوعه على الإطلاق في المملكة العربية السعودية. وتأهلت أبو النجا، البالغة من العمر حينها 32 عاما، عن طريق الدعوة، وهو ما مكنها من دخول التاريخ رغم خسارتها أمام كاميي سيرم، صاحبة المركز الثالث في الترتيب العالمي.

وتحمل أبو النجا، المصنفة في المركز 291، حاليا على عاتقها مهمة إلهام اللاعبات الرياضيات في بلدها وتعزيز الرياضة.

وبينما أطلقت صفحة بعنوان الإسكواش للسعوديات على وسائل التواصل الاجتماعي جذبت ما يقارب 300 متابع إلى حدود الآن، فإن مجموعتها على الواتسآب تشكل مجتمعاً يضم نساء من جدة والرياض. وتطلب النساء يد المساعدة لإيجاد ملاعب، ويتواصلن مع اللاعبات في مدينتهن، ويتبادلن النصائح، وينشرن مقاطع فيديو بشأن تمارينهن التدريبية، ويشجعن بعضهن البعض.

وتشرح ما تقوم به قائلة: "أحاول إشراكهن وتعريفهن باللعبة. فنحن نملك الإمكانيات، والموهبة، والعزيمة، ونتدرب بقوة، ونملك الشغف، و نقوم بكل هذه الأمور حبًّا في الرياضة".

'نحتاج إلى نماذج أسطورية'

بدأت رائدة المستقبل ممارسةَ الإسكواش في ناد محلي في عام 2008.  وترى أن هذه الرياضة المفيدة على نحو كبير لصحة القلب والأوعية الدموية كانت أكثر متعة بالنسبة لها من الركض على جهاز الجري.

وقالت: "كانت مشاهدة اللعبة على قناة يوتيوب أعظم طريقة للتعلم".

وتحسنت دقات قلبها على نحو ملحوظ بعد أن تدربت مع مدربة في فرنسا عندما كانت تدرس هناك لنيل شهادة الماجستير.

وتشرح قائلة: "يكون للتقدم معنى حقيقي عندما تضرب الكرة الهدف المنشود. إنه يمثل بالنسبة لي رضى لا مثيل له".

وتشير أبو النجا إلى أن النساء العربيات يسيطرن حاليا على الملاعب، إذ إن أربعًا من أصل خمس لاعبات للإسكواش الأفضل في العالم المنتسبات إلى الاتحاد الدولي لمحترفي الإسكواش مصريات. وتأمل أن ترى السعوديات يأخذن مكانا في القائمة مستقبلاً.

وتقول: "قد لا يكون حدثا سيطرأ خلال حياتي. فنحن في مرحلة بدائية جدا. ويوجد تحدّ كبير لأنه أمر يحتاج إلى أن يُدرَّس للأطفال. إنه أمر نحتاج إلى نقله وجعله جزءا من الثقافة ونحتاج إليه لمساعدة الناس على أن يقعوا في حب الرياضة".

وتعتقد أن الأهم من ذلك حاجة المملكة إلى تضافر الجهود لإحداث نماذج أسطورية.

وفي هذا السياق، تقول: "في مصر مثلا، كبرت جميع تلك اللاعبات الأوائل على سيرة نماذج أسطورية في البلد. أما في السعودية، لا نملك تلك النماذج".

أحدثوا بعض الجلبة

جاءت بطولة الاتحاد الدولي لمحترفي الإسكواش في الرياض بعد فترة وجيزة من إحداث إصلاحات اجتماعية قادها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتشمل التغييرات رفع الحظر عن قيادة النساء السيارات والسماح لهن بدخول الملاعب الرياضية.

وتعتقد أبو النجا أن الإسكواش سيجذب انتباه المستثمرين قريبا، ولاسيما أن الجو الصحراوي في دول الخليج يسمح باللعب على مدار السنة.

وتضيف قائلة: "يوجد أيضا طلب على المزيد من المدربات [و] المستلزمات. وأطلب كل شيء عبر الإنترنت من متجر في دبي. وحتى عضوات الفريق الذي ألعب معه حاليا يردن أحذية ومضارب جديدة".

وبدأت تنظم مباريات ودية، لكنها لا تشارك فيها لأن "ذلك لن يكون عدلا".

وأضافت: "أحتاج إلى الدعم. أحتاج إلى إحداث بعض الجلبة من أجل انضمام المزيد من الأشخاص".

وقد بدأت تُسمع صوتها في المرافق المعنية. فعندما استعمل ناد رياضي نسائي تتردد إليه ملعب الإسكواش لتخزين الدراجات الثابتة، تلقى محاضرة قاسية منها عن الأضرار المحتملة على الأرضية.

وقالت في هذا الصدد: "لقد كنت غاضبة منهم، وجعلت من الأمر مشكلة كبيرة لكي يهتموا بالفضاء".

'هذا دافعي'

تواصل أبو النجا التدريب حوالي 48 ساعة في الأسبوع وتحلم أن تتقدم في التصنيفات العالمية وتفتح أكاديمية الإسكواش في المملكة العربية السعودية. وتقول: "هذا إرثي"، مضيفة أنها ممتنة لأسرتها على تشجيعها.

وتسترسل قائلة: "أرغب كثيرا في أن أؤسس على الأقل شيئا بسيطا سيكبر".

وبالنسبة للمبتدئين الذين يتساءلون عن سبب وقوعها في حب هذه الرياضة، تحاول أبو النجا أن تصف الشعور الذي يرافق ضرب الكرة على الجدار. وعبّرت عن شعورها قائلة: "إنها لحظة مبهجة. هذا هو دافعي".