بحث
المنصة التي كسرت وصمة العار المحيطة بالمرض العقلي في الشرق الأوسط

ربما يعاني عدد متزايد من الشباب والبالغين في المنطقة من الشعور بالقلق أو الإحباط، ومع ذلك هناك عدد أقل من الأطباء النفسيين لكل فرد. على سبيل المثال، في البلدان مثل مصر، هناك تقريبًا 2,000 طبيب نفسي لخدمة أكثر من 100 مليون نسمة. هذا يعادل طبيب واحد لكل 50,000 نسمة. عند المقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية، نجد أن الحصة هي طبيب نفسي لكل 10,000 نسمة.

 هناك كذلك مشكلة منظور مختلف المجتمعات للصحة النفسية. ولكن من كل هذه التعقيدات، نشأ تطبيق ما.

شيزلونج Shezlong هو منصة العلاج النفسي على شبكة الإنترنت التي تقدم خدمات تواصل المرضى مع الأطباء النفسيين على شبكة الإنترنت، مما يزيل تلك المعضلة المعقدة المتمثلة في الحاجة إلى التغلب على الكثير من الخوف من الذهاب إلى عيادة الطبيب النفسي.

 كل ما عليك القيام به هو فقط الولوج إلى التطبيق، واختيار الطبيب المناسب من بين الكثيرين ممن قاموا بتسجيل الاشتراك بالمنصة، والبدء في الحديث إليه باستفاضة.

 جاء قرار رائد الأعمال المصري صاحب فكرة شيزلونج Shezlong نتيجة معاناة شخصية.

 يقول أحمد أبو الحظ، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي، "بدأت الشركة في أواخر 2014؛ بعد فترة قصيرة من تعرضي لحادث، بعدما أخبرني الأطباء أنني لن أتمكن من تحريك يدي مرة ثانية. أصبت بحالة شديدة من الاكتئاب، وكنت بحاجة إلى الحصول على العلاج. في تلك اللحظة، بدأت أفكر في إنشاء منصة تساعد الأشخاص الذين وقعوا في ظروف قاسية شبيهة".

 ولكن معالجة مثل هذه المسألة الحساسة لم يكن قط أمرًا سهلًا. اضطر الفريق في البداية لمعرفة إجابة السؤال التالي: هل المنطقة مستعدة لقبول، والاستثمار في ذلك الحل المقدم.

 يقول أبو الحظ، "لمعرفة رد فعل الناس على مثل هذا الشيء، وإعدادهم لتقبله، بدأنا في القيام بحملات توعية على شبكة الإنترنت حول الصحة والمشكلات النفسية، ومدى التشابه بينها وبين الأمراض العضوية الأخرى، فهي تحتاج إلى العلاج، وبذلك، بدأ الناس في التفاعل معنا والبدء في الاستفادة من خدماتنا، الأمر الذي أدى إلى تحسن الوضع كثيرًا".

ومن ثم احتجنا إلى الحصول على المساعدة من المتخصصين في الصحة النفسية.

 يتابع أبو الحظ، "بدأنا في التحدث إلى الأطباء النفسيين، وطلب المساعدة منهم. كانت رؤيتنا أن شيزلونج Shezlong سوف يوفر لهم الفرصة للحصول على مساعدة الكثيرين، في أكثر من بلد واحد، فالأمر لا ضرار به أن تمثل المنصة مصدرًا إضافيًا للدخل إلى جانب عياداتهم الخاصة".

 "ساعدت المنصة كذلك العديد من هؤلاء الأطباء ممن كانوا في حاجة إلى وسيلة للتواصل مع مرضاهم أثناء السفر لحضور المؤتمرات بالخارج، أو مثل تلك الظروف، فمن خلال شيزلونج Shezlong، تمكنوا من القيام بذلك بسهولة".

تسعى المنصة كذلك لتغيير منظور المجتمعات العربية إلى المرض العقلي، وتوضيح أنه ليس هناك عيب في ذلك.

 يقول أبو الحظ، "نوفر مساحة آمنة للراغبين في الحصول على العلاج، بدلًا من الادعاء بأنه يمكن أن تتحسن حالتهم الصحية بالصلاة، أو قضاء الإجازة. العديد لا يفهمون أن المرض العقلي يشبه غيره من الأمراض العضوية، وأنه لا يمكن علاجه بالطرق المذكورة بالأعلى، بل يتطلب الحصول على علاج مناسب، فذلك العلاج متواجد وفي متناول اليد".

تقدم المنصة خدماتها في أكثر من 70 بلدًا، مع التركيز بشكل رئيسي على بلدان الشرق الأوسط، ففريق شيزلونج Shezlong لديه خطط كبيرة للمستقبل.

 يختتم أبو الحظ، "نرغب في أن يتوافر لدينا العديد من الأطباء، كما نرغب في تقديم خدمات مخصصة للمرضى، مثل توفير العلاج عن طريق الرسائل النصية، وكذلك خدمات الاستشارة للشركات. هدفنا هو قبول الناس لعلاج الأمراض العقلية، وتوفير مستشار خاص لكل شخص ليمكنهم الاعتماد علينا والثقة بنا".